ما هي الضلالات الاضطهادية ؟
الضلالات الاضطهادية هي عبارة عن مجموعة من الأفكار السوداوية التي تبدأ في السيطرة علي تفكير المريض تجاه مجموعة بعينها من الأفراد علي أساس أنهم يضطهدونه ويرغبون في إيذائه أو قتلة، وتعد احد أخطر الأمراض الذُهانية والتي لا تتعلق بالقدرات العقلية الفعلية للفرد حيث نجد أن هذا الاضطراب من الممكن أن يصيب فرد ناجح للغاية في عمله ويبرز ذكاء خارق في كثير من الأنشطة وربما هذا يكون أحد المبررات لتلك الأفكار التي تبدأ في التسلل إليه حيث يستند في تفكيره وأوهامه تجاه الأشخاص الآخرين علي تلك المميزات التي يتميز بها.
تعرف علي مرض الضلال النفسي وأنواعه
مرض الضلال النفسي هو أحد الأمراض الغير عقلية بل هو مرض ذهاني يتسلل إلي عقل المريض من خلال تلك الأفكار التي تؤثر في سلوكياته بل تؤثر في طريقة تفكيره فتجعله يتوهم ويتخيل أن هناك من يراقبه بشكل أساسي بل هناك من يعد عليه أنفاسه ويرغب في قتله، أو أن هناك روائح بغيضة تخرج من جسده أو ملابسه وغيرها من الأوهام التي يتوهمها المريض ولا يكون لها أي أساس من الصحة، وهنا نبه الطبيب النفسي في المركز الطبي علي آلا يتطوع أحد المرضى ويقوم بتناول أو أخذ عقاقير طبية أو أدوية نفسية من تلقاء نفسه فإنه بذلك ربما يودي بحياته بشكل تام.
ولكننا نجد أن هناك سؤال يطرح نفسه هنا آلا وهو هل هناك أنواع لاضطراب ضلالات الاضطهاد ؟ وهنا أكد الطبيب في المركز الطبي انه بالفعل تتواجد أنواع متعددة لهذا الاضطراب، هيا بنا نتعرف عليها :
- ضلالات الحب : حيث تبدأ أفكار تسيطر علي المريض أن هناك شخص يحبه ويرسل له نظرات الإعجاب وربما يكون الشخص الآخر لا يعرفه في الأصل.
- ضلالات الكبرياء : حيث تبدأ أفكار العظمة تتسلل إلي تفكير المريض ويتوهم أنه عظيم ويتمتع بقدرات خارقة للغاية ولا يمكن لأي أحد ممن حوله أن يصل إليها.
- الضلالات الدينية : والتي تتمثل في توهم المريض أنه النبي المنتظر وأنه بُعث من الله.
- ضلالات الغيرة : هذا النوع من الضلالات يتواجد لدى الأزواج حيث تنتابهم أفكار الشك تجاه أزواجهم أو زوجاتهم بل ويتوهموا أنهم يمارسون الخيانة ضدهم.
مدة وطرق علاج الاضطراب الضلالي في المركز الطبي
أكد لنا أحد الأطباء النفسيين الذين يتابعوا حالات الضلالات الاضطهادية أن مدة علاج الاضطراب تختلف من مريض لآخر وترجع لعدة عوامل أهمها شدة الاضطراب الذي يعاني منه المريض وعمره ومدى تعاون الأفراد المحيطين به بل ونوع الضلالات التي يعاني منها.
فيجب في المقام الأول أن نحدد الأسباب التي تكمن خلف الضلالات الاضطهادية، بمعنى هل هي اضطرابات فكرية ، أم أنها تمثل عرض من أعراض مرض أو اضطراب نفسي آخر كالاكتئاب علي سبيل المثال، أم أنها ناتجة عن إدمان المخدرات وتعاطي الكحوليات، كل هذا الأمور يجب أن توضع في أولى الخطوات التي يتم بناءاً عليها وضع وتنفيذ الخطة العلاجية، ومن ناحية أخرى فقد أكد الطبيب النفسي أن كل نوع من الضلالات له أسلوب علاجي خاص به وكذلك كل سبب يكمن خلف الضلالات يكون له طريقة علاجية محددة في التناول والعلاج.
حيث يؤكد الطبيب أن الضلالات الاضطهادية يكون علاجها من خلال وضع المريض تحت المراقبة في المركز الطبي والقيام بمنحه مجموعة من الأدوية المضادة للذهان والتي تساعد علي خفض الأعراض التي تظهر علي المريض بل ويطرأ تقدم وتحسن كبير في نمط تفكيره، ولكن هناك مجموعة من الاعتبارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار والتي يجتهد الطبيب في توصيل المريض لها، ولعل أهم تلك الاعتبارات أن يعترف المريض أنه فعلياً يعاني من مشكلة كبيرة فالاعتراف بأنه مريض يعتبر من أهم خطوات العلاج ومن ثم يبدأ الطبيب في إقناع المريض انه يتناول جرعات الدواء في المواعيد المقررة لها وبنفس الجرعات المحددة.
وإن تحسن المريض فإنه يدخل ضمن فئات العلاج النفسي والسلوكي حيث يتم تنفيذ جلسات علاج نفسي معرفي تعتمد علي إقناع المريض بحقيقة أفكاره الخاطئة والعمل علي تجنيبه إياها وإحلال أفكار أخرى إيجابية لتحل محلها، وأكد هنا الطبيب أن العلاج النفسي والسلوكي من شأنه أن يؤثر تأثير إيجابي علي حالة المريض ويوجهه إلي الطريق السليم في ما يخص أفكاره ولكنه لا يصلح بمفرده بل يجب أن يكون ملازم ومصاحب للعلاج الدوائي علي أن يسيرا هما الاثنان في اتجاه واحد.
ومن جانبه أشار الطبيب بالمركز الطبي لعلاج الادمان والصحة النفسية أن هناك بعض الحالات التي لا تستجيب لأي نوع من الأنواع السابقة من طرق العلاج مما ينجم عنه أن يتم أساليب علاجية أخرى معها ولعل السبب في ذلك ربما يعود إلي شدة الاضطراب نفسه، وهنا يتجه أطباء المركز الطبي لاستخدام طريقة أخرى من العلاج آلا وهي الجلسات الكهربائية والتي يكون الهدف منها إعادة تحفيز قدرات المخ وكيميائه علي العمل مرة أخرى مما يؤثر إيجابياً علي نمط وأسلوب تفكير المريض وتتحسن حالته.
أما إذا كان المريض يعاني من الضلالات الناتجة عن إدمانه للمخدرات وتعاطيه الكحوليات فإن طريقة وأسلوب العلاج يتغير حيث يبدأ معه أطباء المركز الطبي لعلاج الادمان والصحة النفسية في علاج السبب الرئيسي الذي أدى إلي الضلالات آلا وهو الإدمان، وأشار الطبيب أن علاج الضلالات الذي ينجم عن الإدمان يتوقف علي عدة معايير أساسية آلا وهي :
- عمر المريض ووزنه وطوله ومدى إصابته بأمراض عضوية أخرى.
- مدى كفاءة الأعضاء الداخلية للمريض ومدى تقبلها لأنواع الأدوية العلاجية والعقاقير التي يتم تقديمها للمريض.
- نوع المخدرات التي يتعاطيها المريض هل هو مخدر واحد أم أكثر من مخدر وما هي نسبة وشدة ودرجة إدمان المريض.
ومن بعد الشروع في علاج الإدمان بخطواته في المركز الطبي يتم توجيه المريض لوحدة العلاج النفسي حتى يخضع إلي العلاج النفسي تحت إشراف الأطباء النفسيين المتخصصين ومن ثم يتم تأهيله نفسياً وسلوكياً للبدء في علاج الضلالات التي تسيطر عليه والتي يكون جزء منها قد تحسن نتيجة العلاج من الإدمان .
أما عن مدة العلاج فقد أكد الطبيب أن حالات الضلالات الاضطهادية تستغرق من 6 أسابيع إلي 8 أسابيع حتى تظهر عليهم أعراض التحسن الفعلي من أعراض الاضطراب.
المصادر
لا يوجد تعليقات