تأثير ادمان البودرة علي السلوك والتعامل مع الاخرين، اضرار ادمان البودرة النفسية، أضرار ادمان البودرة الجسدية

ملخص المقال

اضرار ادمان البودرة واحدة من أخطر الأضرار التي تُصيب المدمن على المواد المخدرة؛ لأن تأثير إدمان البودرة على العقل والجسم يتم في وقت قصير من بداية التعاطي، فالمدمن لا يتنظر وقت طويل حتى يرى أضرار الإدمان على البودرة، وكما أن الإدمان على البودرة يعتبر من المواد المخدرة التي تُسبب قلق لدى كثير من الناس؛ لإدراك الواقع بخطورته، ولعلنا في هذا المقال نوضح تأثيرات الإدمان على البودرة؛ ليكون مقالنا نافذة أمام المدمن عليها بالسعي للتوقف عن تعاطيها، ولغير المدمنين لكي يمكنهم تشجيع المدمنين على طلب العلاج.  
 

محتويات المقال

تقييم المقال

نتيجة التقييم 0 من 5 | عدد التقييمات 0

اضرار ادمان البودرة النفسية

 

يُعد الإدمان على البودرة من أخطر أنواع المواد المخدرة التي يُدمن عليها الأشخاص؛ فالإدمان على البودرة لا يُشبه الإدمان على أنواع أخرى من المواد المخدرة، لما لتأثيرها السريع على المدمن، وما يلحق هذا التأثير أضرار كثيرة، التي لم يلتفت إليها المدمن، على اعتبار أنه بخير مالم يثبت أمام عينه أنه مصاب بضرر من تناول البودرة، وهذا اعتقاد سائد لدى المدمنين جميعهم؛ فهم لا يرون أن لتعاطي المواد المخدرة بوجه عام ضرر أمام حصولهم على الاحساس بالسعادة التي توصلهم إلى حالة الانتشاء، التي لا يمكن أن يستغنوا عنها بأي حال من الأحوال؛ خاصةً بمحاولة اقناعهم بالأضرار التي تُسببها الإدمان على البودرة، ومن الواضح لدى حيز المدمنين أن الأمر بالتحدث عن الأضرار من البودرة أو المواد المخدرة لا يلقى اهتمامًا؛ لعل من أكبر الأسباب التي تجعل المدمنين منصرفين عن التفكير في مضار الإدمان على البودرة هو ما تفعله البودرة لهم من تغييب لعقولهم، الأمر الذي يعدونه أحد مصادر سرورهم، وتغييرهم مزاجيتهم إلى الأفضل.
فأضرار إدمان البودرة حاصلة بالفعل منذ أن يبدأ الشخص في تعاطيها؛ لاعتبار أنها مادة مُضرة تدخل الجسم بدون استخدام حقيقي لها، في حالة استخدام بعض أنواع الأدوية في العلاج؛ أي بدون أن يكون الجسم بحاجة لتعاطيها، ثم من هذه الأضرار ما يظهر على الشخص أثناء فترة الإدمان على البودرة، ومنها ما يُظهره التوقف عن التعاطي؛ فحينها يشعر المدمن بما تم ضرره منها، فيكون بوقت لحظي، ومؤثر لا يمكن اخفاءه.
 وبهذا تظهر أضرار ادمان البودرة النفسية، وفي مجمل الأضرار التي يمكن أن يُعايشها المدمن من الإدمان على البودرة تكون الأضرار النفسية؛ وهو التعلق النفسي بها؛ لأن السيطرة عليها أمر يعد في غاية الصعوبة، والمدمن نفسه لا يقوى على التحكم فيها، ودور الإدمان على البودرة هو التأثير على الناحية النفسية للشخص المدمن، من خلال التأثير على وظائف عمل الدماغ، فالجانب النفسي للإنسان متحكم به العقل أو بالأحرى أن أغلب وظائف العقل متحكمة في نفسية الفرد.
والضرر النفسي للبودرة يمكن أن يتصف في أن تعاطي البودرة لمدة كبيرة يعمل على تغيير وظائف المخ، مما ينعكس بدوره على حالة المدمن النفسية، فتبدأ الأضرار بزيادة إفراز بعض الهرمونات في المخ، وتعطيل البعض الآخر، فيعمل ذلك على تغيير انفعالات المدمن لتصل لحد مبالغ فيه من الحد الطبيعي لها، ويُصبح المدمن معتمد عليها بشكل كلي، فتتصف حالة المدمن النفسية بدون تعاطي البودرة بتقلبات مزاجية شديدة، ولا يمكن له أن يتجاوز هذه التقلبات بدون تعاطي الجرعة المعتاد عليها، ويتحول معها نفسيًا من حالة القلق، والعصبية، والحزن التي تصل إلى الاكتئاب، وكل المشاعر النفسية غير المتزنة إلى الاسترخاء؛ مما يبدو فعليًا أنه بحال غير طبيعي، يُنذر بضرر بالغ الأثر.
  

أضرار ادمان البودرة الجسدية

الأضرار الجسدية لإدمان البودرة لا يمكن اغفالها، ومدمن البودرة على دراية بالتغييرات الفسيولوجية التي تحدث له بعد تعاطي البودرة والوصول لإدمانها، ولكن معظم المدمنين على الرغم من درايتهم بالأضرار اللاحقة من الإدمان على البودرة إلا أنهم لا يلتفتون لها، فهم يخضون التجربة بأهداف من شأنها لا تجعلهم قلقين بالأضرار؛ لأن كل المدمنين يبحثون عن السعادة من المواد المخدرة، ويكون شغف المحاولة هين أمام المضار المعروفة؛ نتيجة الشعور بالاستمتاع، ولا ينتهي الأمر بمحاولة واحدة، بل يظل يحاول تكرار نفس التجربة نتيجة تعزيز مركز المتعة في المخ للمادة المخدرة، وينتج عن ذلك شعور كبير بالسعادة لمضاعفة إفراز الهرمون في المخ بإضافة المادة المخدرة.
ومن أضرار ادمان البودرة الجسدية أن حينما يدمن الشخص عليها من خلال تعاطيها عن طريق الحقن تكون الأضرار شديدة؛ لأن البودرة في ذلك الوقت تحتاج إلى وسط حمضي بجانب الماء؛ حتى يتمكن خلطها، ومعها يكون المدمن معرض للإصابة بجلطات، وبالإصابة بتلف الأوردة، وتليُفها، وتصلب بالشرايين، والظاهر من الأضرار الجسدية لإدمان البودرة أن يكون المدمن لديه كدمات جلدية واضحة بأماكن العروق، وكثير منها يكون في أماكن حساسة كالرقبة.


والأضرار الأخرى التي تلحق المدمن من الإدمان على البودرة يكون بالأضرار الناتجة عن الإدمان بالاستنشاق؛ فيحدث مشاكل كثيرة ومتضخمة في الجهاز التنفسي للمدمن، من بداية المعاناة بالتهاب الجيوب الأنفية، احتقان الأنف والحلق، تلف الأوعية الدموية؛ مما يؤهل الإصابة بالخلل في الدورة الدموية، فيُقلل من ضخ القلب للدم للجسم، ويعاني المدمن بعدها من ارتفاع في معدل ضربات القلب، وصعوبة التنفس فقد تصل إلى الاحساس بالضيق، والآلام الشديدة في معظم الجسم، واضطراب الشهية، واضطراب الجهاز الهضمي، وخلل في وظائف المخ وعمليات التفكير تظهر بوضوح مع الوقت؛ فيشعر المدمن بالصداع المزمن، وفقدان القدرة على التوازن والسيطرة.
بناءً على ما سبق تكون الأضرار جميعها مختلفة من شخص لآخر على حسب قدرة الشخص الجسمية، وطول فترة التعاطي، وطرق تعاطيه، والمواد المخدرة الأخرى التي يُدخلها مع إدمانه على البودرة، وعمره، كل ذلك عوامل من شأنها أن توضح الضرر بشكل أوضح.  

تأثير ادمان البودرة علي السلوك والتعامل مع الاخرين

الكثير من الأشخاص ينظرون إلى تأثيرات الإدمان على البودرة من الناحية النفسية الجسدية فقط، والواقع أن التأثيرات تشمل نواحي كثيرة أخرى غيرهما؛ لأن الإدمان على المخدرات لا يترك جانب للشخص المدمن دون أن يؤثر عليه بالسلب، وما يُعد مؤشر خطر حقيقي هو أن المدمن لا يرى نفسه أنه يُعاني من مشكلة مرصودة بواقع إدمانه، وما يُسببه الإدمان في حياته، والسبب وراء ذلك هو التشبع بالسلوك الإدماني، والمعتقدات عن غرضية تعاطي البودرة أو المواد المخدرة عمومًا.
فما يظنه المدمن عن نفسه أنه يسعى لتحقيق شعوره بالسعادة، بعيدًا عن الالتفات للتأثيرات السلبية، واغفاله عن سلوكياته تجاه المقربين له، فكثيرًا من المدمنين يرون أن الآخرين هم من يتسببون في المشاكلة معهم، ويضعون التبريرات في مسميات الابتعاد والانعزال عن الآخرين؛ كدور يدعون فيه الوادعة في أمر تصرفاتهم، ولكن يُعد هذا أكبر أشكال سلوك المدمن التي يصفه الآخرين والمقربين به أنهم على غرابة من أمرهم؛ فسلوك التجنب من الأكيد يُزعج الأهل خاصةً بالدرجة الأولى؛ فالأسرة التي بها توازن تلحظ التغييرات في سلوك الابن، بما لا يتفق مع نمط تعامل الأسرة العام.
والإدمان على البودرة يجعل المدمن متخفي، حذر في تعاملاته مع الآخرين خوف أن ينكشف أمره، وتتصف محادثاته بأنها قليلة، ويعهد المقربين له بشعوره بالقلق والتوتر المتزايد، وتبدو هذه المشاعر جليه على المدمن حينما تبدأ الجرعة في الانتهاء، فتتزايد مشاعر القلق لديه لحاجته بأن بتعاطي الجرعة، ونتيجة أثر البودرة في جسمه، كما يصبح القلق، والتوتر، والعصبية في سلوكه في هذا الوقت.
يُحدث اضطرابًا في الجانب الاجتماعي للمدمن بشكل عام، فصدقات المدمن المتعارف عليها تتلاشى، ويبدأ في تكوين علاقات، وصداقات جديدة من الوسط الإدماني؛ مما يُثير مشاعر الربية لدى الآخرين لتجمعهم على سلوكيات غير مرغوبة تلاقى غرابة في محيطه. 

التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أنشر تعليق

نيهني على التعليقات نبهني على الردود

المركز الطبى لعلاج الادمان

طريقك للتعافى من الادمان
خطوة نحو طريق أفضل

Call 00201154333341

عنوان تجريبى

برامج العلاج الجماعية : وتعتمد علي تواجد المرضى مع بعضهم البعض، وتتيح هذه الطريقة العلاجية عامل التحفيز والتعزيز لديهم جميعاً حيث يشعروا أن هناك من يعاني مثلهم كما أنها تحثهم علي الامتناع عن السلوكيات الجنسية الإدمانية التي يدمنوها.