مدة علاج الادمان

تختلف مدة علاج الادمان من شخص لآخر، فليس هناك مدة محددة لعلاج الادمان، بل تختلف علي حسب عدة عوامل متغيرة منها: عمر المدمن، ومدة إدمانه وتعاطيه للمادة المخدرة، ومقدار الجرعة التي يتعاطاها، وطبيعية المادة المخدرة ونوعها وتركيزها، وحالته الصحية، وكذلك حالته النفسية ومدى استجابته للعلاج، كلها عوامل تؤثر في طول وقصر مدة العلاج، فالمدمن الذي يرغب في التعافي من إدمانه ويمتلك إرادة قوية لتغيير حياته ليس كالمدمن المغيب تماماً ولا يرى في الدنيا أي طريق غير طريق الادمان، والمدمن في بداية الادمان ليس كالمدمن في مراحل الإدمان المتأخرة، بناءً على تلك العوامل كلها يتم تحديد مدة تقريبية لعلاج الادمان والتخلص منه.

كما ذكرنا من قبل أن مدة علاج ادمان المخدرات متفاوتة فسنستعرض في هذه الفقرة بالتفصيل عن العوامل التي تتحكم في هذه المدة وهي كالآتي :

•  فترة تعاطي المخدر:

قد تطول فترة تعاطي المخدر وبالتالي تزيد كمية المادة المخدرة في الجسم وتترسب بشكل أكبر مما يطيل من مدة العلاج.

•  حالة المدمن الصحية:

ويقصد بها الحالة الصحية البدنية والنفسية فإذا كان المدمن لا يعاني من أي أمراض عضوية أو نفسية ولديه الإرادة الكاملة للعلاج فهذا يسرع من مدة العلاج ويجعلها قصيرة.

• نوع المخدر:

تختلف تأثير المخدرات باختلاف أنواعها وتركيزها وهل هي مخلوطة بأي مواد مخدرة أخري أو مواد كيميائية يصعب التخلص منها بسرعة.

•  كمية المخدر:

تختلف مدة العلاج من مدمن إلى آخر على حسب كمية المخدر التي تم تعاطيها فكلما كانت الكمية كبيرة كلما طالت مدة العلاج للتخلص من هذه السموم التي ترسبت داخل الجسم.

•   طريقة التعاطي:

فيوجد بعض الطرق التي تصل إلي الدم بسرعة مثل الحقن وتكون هذه الطريقة الأخطر والأسرع في التأثير مما يطيل مدة العلاج لأن الخروج من الجسم أبطأ.

• جنس المدمن:

فمن المعروف أن الرجال من السهل التخلص من المخدرات من أجسامهم أسرع من النساء.

•  عمر المدمن:

فكلما كان سن المدمن كبيراً كلما استغرق وقتاً أطول في العلاج.

• البيئة المحيطة:

فكلما كانت البيئة المحيطة تدعم المريض وتحثه علي العلاج كلما زاد العامل النفسي لديه بالتحفيز لسرعة العلاج والتخلص من هذا الخطر الداهم.

بعد التعرف علي اهم العوامل التي يتم من خلالها تحديد مدة علاج الادمان، كان من السهل التعرف على الحالات التي تستغرق فيها مدة العلاج فترة طويلة وتشمل هذه الحالات مايلي:

•  كبر السن للمدمن  فصحته الجسمانية لم تعد بالقدر الكافي لمواجهة المخدر
•  زيادة وزن المدمن حيث ان السمنة من أهم العوامل التي تطيل فترة العلاج لصعوبة التخلص من السموم المتراكمة على الدهون.
•  طول مدة تعاطي المخدر مما يؤدي إلى  زيادة كمية المخدر الموجودة في الجسم
•  زيادة الجرعات التي كان يتعاطاها.
•  سوء حالة المدمن الصحية  هل كان يعاني من أمراض أخرى أم لا.
• سوء الحالة النفسية للمدمن وعدم استجابته للعلاج.

وفي هذه الحالات قد تطول الفترة المستغرقة في علاج الادمان والتخلص منه، لذلك يجب من هذه الحالات أن لا تيأس فسيتم التعافي بإذن الله وبفضل جهود المركز العلاجي لكن بشرط اتباع كافة التعاليم الموجهة للمدمن.

من ناحية أخرى نجد ان هناك بعض الحالات تكون فيها مدة علاج متعاطي المخدرات قصيرة على عكس الحالات السابقة ومن أشهر تلك الحالات ما يلي:

•   صغر سن المدمن فتكون مقاومة الجسم عالية بعض الشئ فيستجيب للعلاج بسرعة.
•  ذو الجسم النحيف الذي لا يعاني من السمنة مما تقل لديه كمية السموم في الجسم فمن السهل والسريع التخلص منها.
•    قصر مدة تعاطي المخدر فيعتبر مدمن مبتدأ من السهل السيطرة علي المخدر داخل الجسم وسرعة خروجه.
•   قلة عدد الجرعات التي كان يتعاطاها.
•   ارتفاع الحالة الصحية للمدمن ولا يعاني من أي أمراض أخري.
•  اعتدال الحالة النفسية للمدمن ورغبته في التخلص من الادمان.

وغيرها الكثير من العوامل التي تسرع من عملية العلاج مما تجعل مدة علاج الادمان قصيرة وينتهي هذا الكابوس لديهم.

بعد مرور فترة اعراض الانسحاب تبدأ الكثير من علامات التعافي في الظهور مما يدعو المريض بالشعور بأنه تعافي تماماً وأنه قد انتهت مدة علاج الادمان، وهذا الخطأ يقع فيه الكتير من المراكز العلاجية، ولكن توجد  بعض العلامات إذا ظهرت فبالفعل  تنتهي مدة العلاج  وإلا فمن السهل الرجوع إلى  نقطة البداية مرة أخرى، ومن اهم تلك العلامات:

•  عدم وجود رغبة ولو بسيطة في تعاطي المخدرات لمدة لا تقل عن اسبوعين
• التعامل مع البيئة المحيطة بشكل طبيعي جداً والقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة
•    رغبة المريض في قطع جميع العلاقات التي كانت تدعوه من قبل إلى  التعاطي سواء كان مكان أو أصدقاء.

إذا ظهرت تلك العلامات أو تحققت فتنتهي مدة علاج الادمان ويبدأ المريض في ممارسة حياته بشكل طبيعي جداً.

تتم مراحل علاج الادمان داخل المركز الطبي طبقاً لأحدث البرامج العلاجية العالمية المجربة والتي تحقق نسبة شفاء عالية وتتم على النحو التالي:

•  مرحلة سحب السموم من الجسم:

تعد أول مرحلة وأهم مراحل العلاج من الادمان وفيها يتم سحب السموم من الجسم والتخلص منها تدريجياً داخل وحدة داخل المركز تسمي وحدة الديتوكس، وبعد اتمام تلك المرحلة تتم متابعة المريض من قبل نخبة من الأطباء المتخصصين في اكتشاف هل يوجد أمراض أخري أو أن ادمان تلك المخدر قد سبب ضرراً في أي عضو من أعضاء الجسم المختلفة ويتم علاجها.

•    مرحلة علاج الاعراض الانسحابية:

وتتم هذه المرحلة بعد ظهور الاعراض الانسحابية للمخدر والتي تبدأ في الظهور عند التوقف المفاجئ عن التعاطي والتي تختلف من مخدر إلي آخر وتختلف شدتها ومدتها أيضاً من شخص إلي آخر، فتتم في هذه المرحلة علاج تلك الاعراض والتخلص منها تماماً، وكما هو المعروف عندما تمر تلك الفترة أو المرحلة  بسلام فقد تم ما يقرب من نصف العلاج.

•   مرحلة العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:

من أهم المراحل العلاجية التي يهتم بها المركز الطبي لاتمام عملية العلاج بنجاح وفيها يتم علاج المريض نفسياً علي يد مجموعة من الأطباء والأخصائيين النفسيين ذو الخبرة في التعامل مع الحالات المختلفة، وتتم عن طريق جلسات فردية او جماعية مع مدمنين آخرين أو مدمنين متعافين لبث الأمل في نفوس المرضي مما يسرع  من رحلة العلاج ويساعدهم علي تخطي هذه الأزمة.
كما يتم التأهيل سلوكياً ومعرفة الأسباب والدوافع التي ألقت به في سلك الادمان ومعالجتها والتدريب علي التكيف علي مشاكل الحياة ومواجهتها وعدم الهروب منها بالإدمان.

•   مرحلة ما بعد العلاج:

هذه المرحلة يتميز بها المركز الطبي دوناً عن بعض مستشفيات علاج الادمان الأخرى وهي متابعة المريض بعد خروجه من المركز بجلسات دورية لضمان عدم حدوث الانتكاس والرجوع الي الادمان مرة أخري، وبذلك يتم الشفاء كاملاً دون رجعة.

المراجع:

 ( مرجع رقم 1 )

( مرجع رقم 2 )

( مرجع رقم 3 )

( مرجع رقم 4 )

( مرجع رقم 5 )