هل استخدام أدوية علاج الادمان بدون برامج التأهيل تكفي للتعافي نهائيا؟، ما هي الاعتبارات التي يتوقف عليها أدوية علاج الإدمان؟، عواقب استخدام ادوية علاج الادمان بالمنزل

ملخص المقال

تعتبر ادوية علاج الإدمان الملمح الأساسي في علاج الإدمان على المواد المخدرة؛ وأمر يُوضع بعين الاعتبار عند علاج المدمن داخل مستشفى مُتخصصة لعلاج الإدمان؛ فالأدوية بذاتها تعمل على تخلص المدمن من أكبر مرحلة في علاج الإدمان؛ وهي فترة انسحاب المخدر من الجسم؛ لما يحدث بها من أعراض انسحابية، بغير استطاعة المدمن أن يقاومها دون التدخل الدوائي، كما أن الأدوية سلاح ذو حدين يمكن أن تُعالج الأعراض بشكل دقيق في حال متابعة طبية دقيقة، ويمكن أن يدمن البعض عليها؛ لأنها منها أدوية سوء تناولها يُعرض للإدمان، كما أن هذه الأدوية يسعى الكثير من الأفراد المدمنين الراغبين في التخلص من الإدمان إلى البحث عنها، على اعتبار أنهم سيقومون بمعالجة أنفسهم من الإدمان، وهذا يعد أكبر إنذار خطر؛ لأن من المحتمل التعرض لمضاعفات صحية خطيرة، والمدمن لا يقوى على علاج نفسه؛ لهذا لا بد أن يتم العلاج من داخل مركز متخصص أو مستشفى مُتخصصة في علاج الإدمان على المواد المخدرة، ويمكن التعرف على حيثيات الأدوية، وكل ما يتعلق بها من خلال هذا المقال.     

محتويات المقال

تقييم المقال

نتيجة التقييم 0 من 5 | عدد التقييمات 0

هل استخدام أدوية علاج الادمان بدون برامج التأهيل تكفي للتعافي نهائيا؟

 الإدمان على المواد المخدرة عبارة عن نذير خضوع تام للمدمن عليها، وحالة عدم انفكاك من التأثير الإدماني بأنواعه الجسدي والنفسي، والمدمن هو شخص يسعى ببطء لخسارة حياته دون أن يشعر، متلذذًا بحالة الانتشاء التي يحصل عليها من الإدمان بالمواد المخدرة دون التفكر فيما تؤول إليه هذه المواد؛ لأن كل تفكير المدمن يحدث به خلل؛ فالإدمان مرض نفسي سلوكي يجعل المدمن شخص متطرف، ويبدو ذلك فيما تكون عليه حالة المدمن العامة، الأمر الذي يجعل علاج الإدمان ضرورة لا بد منها؛ فإننا بصدد مرض مُتفشي بالمجتمع يعمل على تدميره وهذا لا شك فيه بالنظر إلى الفئات الواقعين في دائرة الإدمان فنجدهم معظمهم من هم من المراهقين والشباب من هم في مقتبل العمر، فكيف لهؤلاء أن يبنوا حياتهم وشخصياتهم وهم مأسورين بالإدمان، ولعلنا نفقد أرواحهم بسب الإدمان على المخدرات.

وتدرج فكرة علاج الإدمان بين الناس وتكثيفها تعني التخلص من الإدمان على المخدرات وسلوكياته، فليس الهدف أن يكون التعامل مع العلاج بأن يتم إزاحة أثر المخدر من الجسم، ومن هنا يعود المدمن إلى حياته الطبيعية التي كانت قبل الإدمان على المخدرات، وإنما تحفيز الشباب الواقعين في الإدمان على العلاج بأن يكون الأخذ بالتدابير العلاجية اللازمة التي من شأنها التركيز على كل الجوانب التي تُزيل أثر الإدمان من جذوره؛ فلا يبقى لدى الشخص ما يمكن أن يلوح الفكرة في خاطره مرة أخرى.

ولعل نشر ثقافة العلاج من الإدمان على المواد المخدرة والتوسع فيها جعل حماس البعض نحو فكرة العلاج يتحول إلى اتجاهات أخرى في العلاج –وتعد محاولات الأفراد بهذا الشأن مقبولة ويمكن تشجيعهم على التعامل مع العلاج بعين الاعتبار- فقد يظن الكثير منهم أنه يمكن له معالجة نفسه من الإدمان، ويظهر هذا المعنى في هذا تساؤل لدى تفكير الكثير من الأفراد الذين يبحثون عن الإدمان من المواد المخدرة عن استخدام الأدوية في علاج الإدمان بدون اتباع برنامج علاجي كما أنه يصل بهم الأمر إلى التمني للوصول للتعافي النهائي.

 وكل ذلك من واقع التقدم الذي حدث مؤخرًا في الأدوية الخاصة بعلاج الإدمان على المواد المخدرة؛ فأصبحت هناك أدوية أكثر فعالية في التعامل مع الأعراض الانسحابية النفسية والجسدية دون قبل ذلك مما كانت لا تأتي بأثر ملحوظ من تخليص الجسم من المخدرات، ومعالجة آثار المخدرات أي التضرر الذي خلفه الإدمان على المخدرات في أعضاء الجسم، كما أنها كانت تطول فترة العلاج من الإدمان، وهذا أكثر ما كان يخافه المدمن عند طلب العلاج ؛ لأنه كان يُستعلم عن الصعوبات التي كانت تواجه المدمن عند سحب المخدر من الجسم، وأنه من الصعب التمكن بها بالأدوية أيضًا؛ لذا كانت هذه من ضمن الأسباب بعدم التوجه نحو فكرة العلاج الصحيحة، وعدم توفرها لدى الكثير منهم.

فنطاق استخدام الأدوية بحد ذاتها يُمثل خطر لا يمكن تجاهله؛ لأن الأمر في العلاج على الإدمان من المواد المخدرة يحتاج إلى متخصصين في الطب الإدماني، وهذا مما يوضح أن العلاج بالأدوية من تلقاء نفس المدمن لا يؤخذ بمحمل السهولة على اعتبار توفرها، كما أنه تناول الأدوية بمعاونة طبيب لا يُشكل فعالية أيضًا؛ لأن هذا أسلوب يتبعه البعض في العلاج؛ ويُرجع ذلك أن العلاج من الإدمان على المواد المخدرة يتم وفق أسس كثيرة وخطوات وفق برنامج علاجي تأهيلي فلم يكن العلاج قاصر فقط على استخدام الأدوية في سحب المخدر من الجسم أو استخدامها في علاج الأعراض الانسحابية، بل هناك جوانب أخرى في تناول الأدوية لا يمكن تحديدها إلا بإشراف طبي.

 ففكرة الاعتماد على العلاج بالأدوية فقط دون أن يكون هناك برنامج تأهيلي تعد ضربًا من الخيال والمستحيل حدوثه؛ لأن الجانب التأهيلي في العلاج من الإدمان يُعد الركيزة الثانية في العلاج؛ لأن ما الفائدة من سحب المخدر من الجسم، ويُترك المدمن على نفس الحالة التي كانت قبل الإدمان، والتي من الممكن كانت السبب في دفعه للإدمان، وما اكتسبه من سلوكيات خلال فترة الإدمان، وقد يحدث له اضطراب نفسي مصاحب مع الإدمان، مع هذا لا يُجدي العلاج بدون برنامج تأهيلي كما هو شائع لدى البعض، وعلى المدمن أن يتوجه إلى طلب العلاج من مكان متخصص في علاج الإدمان على المخدرات مع ضمان فريق متخصص من المعالجين ليُحققوا التعافي النهائي للمدمن من المخدرات، وليكن على سبيل المثال المركز الطبي لعلاج الإدمان والصحة النفسية.       

ما هي الاعتبارات التي يتوقف عليها أدوية علاج الإدمان؟

 علاج الإدمان من المواد المخدرة باستخدام الأدوية لا يتم إلا في ضوء اعتبارات شديدة الحيطة، فليس الحال كما هو عليه من إقبال بعض المدمنين إلى استخدام الأدوية من تلقاء أنفسهم على أمل التخلص من الإدمان، وبهذا ينتهي الأمر، وإنما كما تم ذكره سابقًا أن العلاج بالدواء هو جزء من العلاج، وليس كله على الرغم من أهمية هذا الركن في العلاج بصفة عامة، ومع هذا أيضًا الأدوية لا تُقرر هكذا، وإلا ما كان من المهم أن يتم العلاج داخل مراكز متخصصة أو مستشفيات تسهم في علاج الإدمان، ولا كان الإدمان يُمثل خطورة على المدمن، وعلى من حوله، ويمتد أيضًا إلى المجتمع كله.

 وهذا الحاصل أن الإدمان أصبح يُهدد مجتمعات كثيرة؛ فهو يعني مجتمع عاطل، يتسم بالمرض المتفشي فيه، ولا كانت الأدوية لها آثار جانبية يُحذر من تناولها بدون طبيب، أو كان المعالج له أهمية في العلاج من الإدمان، أو ما كان لا بد أن يتم فحص المدمن، وعمل التحاليل الطبية اللازمة؛ لكي يتم وضع برنامج علاجي مناسب له، وكان من الممكن الاكتفاء بأي برنامج علاجي أو توحيد برنامج علاجي لكل المدمنين، وإنما الأمر في غاية الخطورة، ويجب الحرص، وعدم الاستهانة بتناول الأدوية دون إشراف طبي، بناءً على ذلك لا بد قبل أخذ الأدوية أن يُراعى هذه الاعتبارات جيدًا هي كما يلي:

عمر المدمن: يُمثل عمر المدمن حلقة هامة في علاج الإدمان؛ فالشاب يختلف عن المسن المدمن؛ وذلك للاختلاف استجابة كلٍ منهما عند تدخل الأدوية في فترة انسحاب المخدر من الجسم، وأيضًا يختلفا في قدرة المقاومة على الآلام الناتجة من التوقف عن تعاطي المخدر، وانسحابه من الجسم.

المادة المخدرة: نوع المادة المدمن عليها الشخص تتطلب أدوية معينة تختلف عن المواد الأخرى في التعامل الدوائي أثناء العلاج؛ فليس معنى أنها جمعيها ادوية علاج الإدمان أن المدمن يتناولها على اعتبار العلاج؛ هذا خطأ صحي فادح، ومما يُعرض المدمن لمضاعفات صحية خطيرة قد من الصعب السيطرة عليها، وربما تدخله في حالة غيبوبة أو تسمم دوائي، وربما تُعرضه للموت.

الجرعة المتعاطاه: لا يُغفل أثناء التدخل الدوائي إرجاع تحديد الأدوية، ونسب تناولها إلى الجرعات التي كان يتناولها المدمن؛ فلا يصح أن يتناول المدمن عند العلاج تركيزات عالية من الأدوية، بينما كانت جرعاته ليست مُكثفة؛ فهنا ليس علاج، وإنما ناقوس خطر.
تداخل المواد المخدرة: تداخل أصناف من المواد المخدرة في جسم المدمن في وقت واحد خلال فترة الإدمان يجعل العلاج الدوائي يتخذ شكلًا آخر؛ لأن العلاج من الإدمان هنا يتم على أكثر من نوع، وليس مادة مخدرة واحدة، وهذا الأمر بالفعل يتم بين معظم المدمنين على المواد المخدرة، فمن المتعارف عليه أن المدمن قد لا يكتفي بنوع واحد من الإدمان على المواد المخدرة، وبالتالي الأدوية العلاجية لا تكون واحدة.

الحالة الصحية والنفسية: هذان الاعتباران لا يتم تدخل الأدوية قبل التأكد منهما بشكل جيد؛ فلا بد أن يُراعى متى يتم تدخل الأدوية حينما يكون المدمن مريض سكر أو يكون مريض ضغط أو يعاني تلفًا في أحد أعضاء الجهاز الهضمي، أو يُعاني من اضطراب نفسي شديد يحول بينه وبين استقبال العلاج أو يتضاعف حدته أثناء التدخل الدوائي؛ ففي هذه الحالة لا بد أن يتم تدخل الأدوية أثناء العلاج بحذر ثم تتم بالتدريج، والأطباء في الفريق العلاجي على دراية بذلك دون غيرهم؛ حتى المدمن نفسه لا يعي وضعه الصحي، ولا كيفية التعامل مع مشاكله الصحية.
         
طول فترة الإدمان: لا شك أن الفترة الزمنية التي يدمن فيها الشخص على المواد المخدرة يتحدد في ضوئها فترة العلاج بأكملها، والأدوية اللازمة التي تُناسب حالة المدمن؛ فالمدمن على المواد المخدرة منذ ثلاثة أشهر غير المدمن منذ سنة كاملة أو أكثر منهما؛ فالأمر هنا تُرجحه العوامل الداخلية والخارجية للمدمن.

درجة الاعتماد: درجة اعتماد المدمن على المخدر توضح مسار البرنامج العلاجي كيف سيتم بشكل عام، وتوضح أنواع الأدوية المعالجة، ودرجة كثافتها، ومدة استمرار تعاطيها للمدمن في العلاج.

كل هذه الاعتبارات يتم حُسبانها عند طلب العلاج من الإدمان على المواد المخدرة من مركز أو عيادة متخصصة في علاج الإدمان على المخدرات أو مستشفى مؤهلة لعلاج الأفراد المدمنين على المخدرات، وتتأكد بخطوة هامة في العلاج هي الفحص والتقييم الشامل للمدمن، فإذا لم تكن هذه الخطوات مهمة قبل البدء في العلاج ما كانت هناك أماكن تُنشأ لرعاية المدمنين على المواد المخدرة وعلاجهم؛ لهذا لا بد من عدم التسرع في تناول ادوية علاج الإدمان من المواد المخدرة بنفس المدمن بل عليه أن يتم التوجه لطلب العلاج من مركز متخصص حينما يجد في نفسه الرغبة في الاقلاع عن الإدمان؛ ليُسهل على نفسه الطريق، ويشعر بتجاوب مع الأدوية حينما يُشرف عليها أطباء معالجين؛ لأن واقع علاج الإدمان على المواد المخدر يقول أن فعالية الأدوية تتوقف على التوجيه الطبي الصحيح، بالإضافة إلى تعاون الجهود الأخرى المتكاتفة مع بعضها البعض لتخلص المدمن من الإدمان على المخدرات.           

عواقب استخدام ادوية علاج الادمان بالمنزل

بات من باب الاستسهال لدى البعض التعامل مع علاج الإدمان من المواد المخدرة بالبحث عن الأدوية التي تُساهم في علاج الإدمان وتناولها بالمنزل، فمنذ متى كان تناول الأدوية بغرض العلاج من الأمراض بواقع خطورتها يتم بتصرف المريض نفسه دون اللجوء إلى طبيب؟ المتعارف أن تناول الأدوية جميعها لها آثار جانبية يُحذر منها باستمرار، وخاصةً في علاج الإدمان على المواد المخدرة؛ لأن من الصعب على المدمن التعامل باتساق مع الأدوية في علاجه من الإدمان من المخدرات.

 والأمر الآخر الذي يتم تكراره مرارًا هو أن الأدوية نفسها ليست الأمل الوحيد في العلاج فيمكن الاعتماد عليها، والمدمن على المواد المخدرة غير ضامن لنفسه؛ بسبب اعتماده الكلي على المخدرات، وسيطرة المادة المخدرة عليه، مما يُنذر بصعوبة بالغة ومؤكدة من عدم قدرته على السيطرة على الآلام الناتجة من الأعراض الانسحابية الفسيولوجية والنفسية عند انسحاب المخدر من جسمه، وهذا يوضح أن استخدام الأدوية بدون إشراف ومتابعة طبية متخصصة يكون له عواقب هي كالآتي:

توقع الانتكاسة: العلاج من الإدمان على المواد المخدرة في المنزل لا يُبتغى منه التعافي النهائي؛ لأن الراجح أن المدمن لا يقوى على مقاومة ومواجهة فترة انسحاب المخدر من الجسم بما تتصفه هذه الفترة من مجموعة واسعة من الصعوبات التي تحتاج إلى تدخل طب دوائي لملاحقة المتاعب العضوية التي تبقى بأوجاع شديدة في جميع الجسم، وآلام مضاعفة في العظام، وتزداد نسبة الالتهابات في الجسم، بالإضافة للشعور بالتعب النفسي المبالغ؛ فالشخص المدمن يكون لديه رغبة شديدة ومُلحة في تناول جرعة من المخدرات، وهي توضح شدة اعتماده النفسي على المخدر، ومع ضعف المراقبة والسيطرة على هذه الفترة من الدواء -التي تعد أهم وأصعب فترة، وتُسمى لشدة خطورتها أنها الركيزة الأولى والأساسية في برنامج التخلص من الإدمان على المواد المخدرة- يمكن للمدمن أن يفلت من العلاج، ويقطع الاستمرار فيه؛ باحثًا عن طريق التعاطي مرة أخرى.
    
التعرض لمضاعفات خطيرة: من الطبيعي أن المدمن الذي اختار العلاج من الإدمان في المنزل أنه يواجه ضغوطات علاجية يحتاج الأمر حينها لمن يُحسن التصرف معه لما يُعاني فيه طبيًا، ومن يقوم بخدمة تمريضه، وهذا لا يتوافر في العلاج المنزلي؛ مما يؤكد حدوث مضاعفات خطيرة، وهو بالفعل أمر حاصل لمن يتعالج في مستشفى أو مركز متخصص؛ لهذا تكون العناية الطبية على أعلى درجة بالمدمن، فإذا نظرنا لمدمن الهيروين في علاجه من الإدمان أنه يمر بفترة انسحاب صعبة تحتاج إلى معالجته بدقة فهو أيضًا لا يتساوى في علاجه مع مدمن الترامادول أو هما مع علاج مدمن الكوكاين؛ فكل شخص يختلف عن الآخر في العلاج على حسب المادة المخدرة التي كان يتعاطها، وعليها تُحدد المضاعفات التي يتوقع حدوثها مع المدمن، وأيضًا تُحدد على حسب نسبة التعاطي، والأمراض التي يُعاني منها المدمن فقد يتزامن أن المدمن يُكتشف أنه مريض نتاج الإدمان، أو أنه يُعاني من قبل، والأدوية العلاجية أيضًا لها تأثيرات خطيرة لا يمكن اغفالها هي بمفردها، ومع تناولها بشكل غير صحيح قد تؤدي لمخاطر كبيرة، فمثلًا بعض الأدوية ينتج عنها نوبات هلع شديدة، وأخرى نوبات هلوسة.
     
الابتعاد عن فكرة العلاج: المرور بعلاج الإدمان من المنزل، ومن ثم يخضع المدمن لتجربة خروج المخدر من الجسم، وعدم تحملها يجعل المدمن بعد الانتكاس لا يُفكر في العلاج مرة أخرى، ولا يثق بقدراته فيما بعد على التخلص من الإدمان، ولهذا يتم التنويه عن بدء علاج الإدمان من المواد المخدرة من مركز لعلاج الإدمان من المخدرات؛ حتى لا يفقد المدمن ثقته بنفسه، وقدرته على مواجهة العلاج؛ فأهم ما يمكن أن نبحث عنه في المدمن هو العزم، والرغبة في التخلص منه، فإن لم يكنا متوفران يُصبح من الصعب إقناع المدمن بالعلاج من إدمان المواد المخدرة؛ فهذه عاقبة كبيرة خطيرة نحن بحاجة لعدم التعرض لها؛ لأننا نطمح في القضاء على الإدمان نهائيًا، وسلك طريق مثل هذا يُعطل، ويُهدر طاقات كثيرة من المحفزين للمدمنين على العلاج، وأخرون من المدمنين أنفسهم بتوغلهم في الإدمان دون أمل الرجوع منه.
    
الموت المفاجئ: تعتبر حقيقة لا يُستهان بها من الممكن أن يتعرض المدمن الذي يُعالج نفسه من المنزل للموت؛ لأن معاناة المدمن من التوقف على تعاطي المخدرة تعد صعبة، ويمر بتغيرات نفسية وجسدية كثيرة خلال هذه الفترة، يحدث له حالة عصبية شديدة يُظهر بها احتياجه الشديد للمخدر قد يُعرض نفسه للخطر، وقد تتفاعل الأدوية التي يتناولها مع أعراض انسحاب المخدر؛ فتؤدي إلى الموت، ومن هنا يكون العلاج بالمركز المتخصص مهم للمتابعة على مدار الساعة لحالة المدمن؛ لتجنب أي مخاطر تحدث.  

تضرر الأسرة: الواقع يوضح أن الأسرة التي بها شخص مدمن تعاني مستويات عالية من القلق والتوتر النفسي بسبب مرور الابن بهذه التجربة الصعبة، وكثرة سناريوهات الضياع التي لا تنصرف عنهم، والخوف من أن يموت الابن بسبب جرعة زائدة، وأكثر من هذا الوضع يمرون به، ثم تأتي فكرة العلاج والتي بالتأكيد لم تذهب عن تفكيرهم، وتمنى تخلص الابن من الإدمان، والرجوع لحياة طبيعية، بعيد عن دائرة الإدمان، حينما يكون العلاج بالمنزل تكون الأسرة أكثر قلقًا، وعدم تفهمًا لما يحدث مع المدمن من الأعراض الانسحابية بحالتها الجسمية والنفسية، وهذا أمر يُصعب على الأسرة متابعته، من رؤية الابن في هذا الوضع الحرج دون القدرة في تقديم حلول له، فقد يكون أي تصرف تسلكه يعد خطرًا عليه، دون أن يعلموا، كما أن العلاج بالمنزل لا يحصل بشكل يمكن الأسرة من التستر أو الرغبة في الانغلاق؛ فشدة الضغوط تجعل الأمور أكثر انفتاحًا دون قصد.
    
تزايد المشاكل النفسية لدى المريض نتيجة عدم توفر علاج نفسي: لا شك العلاج النفسي يُعد ركيزة هامة في العلاج من الإدمان على المخدرات؛ لأن المدمن من الطبيعي يمر باضطرابات نفسية وتقلبات مزاجية شديدة وصعبة لا يمكن أن يتفهما أحد سوى المعالج النفسي والطبيب النفسي، ولا بد أن يكون التعامل أول بأول؛ ليتم السيطرة على الوضع النفسي للمريض، فالعلاج بالمنزل لا يوفر ذلك؛ لأن الأسرة لا تستطيع أن تقدم دعم كفاية للمدمن، كما أنها لا تستطيع أن تتعامل مع المشاكل النفسية الزائدة التي تحدث خلال فترة سحب المخدر، بالإضافة إلى أن عدم الفهم، لا يستوعبه المدمن فهو من الصعب في هذه الحالة أن يستوعب عدم تمكن الأسرة من التعامل معه بتقديم الدعم، والتقرب له بالوجه الذي يُريده؛ مما يزيد من خطر المشاكل النفسية كالشعور بالعار والخزي، وهما من المشاعر التي تتطور لدى المدمن خلال فترة الانسحاب من المخدر.     

التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أنشر تعليق

نيهني على التعليقات نبهني على الردود

المركز الطبى لعلاج الادمان

طريقك للتعافى من الادمان
خطوة نحو طريق أفضل

Call 00201154333341

عنوان تجريبى

برامج العلاج الجماعية : وتعتمد علي تواجد المرضى مع بعضهم البعض، وتتيح هذه الطريقة العلاجية عامل التحفيز والتعزيز لديهم جميعاً حيث يشعروا أن هناك من يعاني مثلهم كما أنها تحثهم علي الامتناع عن السلوكيات الجنسية الإدمانية التي يدمنوها.