كيفية علاج اضطراب الشخصية النرجسية

هل رأيت ملامح النرجسية فيمن تعاملت معهم؟ هل أثارت أفعالهم نحوك بالتشكيك فيك؟ هذه الشخصية النرجسية المثيرة للجدل في ميدان الطب النفسي على وجه الخصوص، وأصبحت تثير الناس العاديين أيضًا، يعد هذا النوع من ضمن أصعب الشخصيات التي يتعامل معها الأفراد، ففي الجانب الطبي النفسي الإنسان المعرض للأذى "ضحية" هو محور اهتمام النرجسي للتعامل معه؛ حيث معظم المتفاعلين مع الشخص النرجسي هم ضحايا فكرهم السام.
ما هو اضطراب الشخصية النرجسية
 نمط من التقدير المبالغ فيه للذات يفوق وصف الأنانية، أو الغرور، من خلال التفكير حول الذات بعظمتها وفخامتها يقف فوق رأس الناس باحثًا وهادفًا عن كل ما يمكن أن يُعزز هذه المشاعر فيه، مع تعظيم زائد في أحقيته لذلك، ناظرًا لنفسه بالأولوية دون اعتبار وانتباه للآخرين، فهو يحرص دائمًا على الحصول على الاعجاب من الآخرين بشكل يشعره بالتمييز، فمن خلال حديثه عن نفسه تجده يُعظم على انجازاته ويبالغ فيها في حين يراها الآخرين عادية لا تستحق المُفاخرة.
بطبيعة جذب النرجسي الآخرين نحوه لتدعيمه على الوجه الذي يسترضيه لنفسه فهم غير متعاطفين مع الآخرين، وإن وجد الآخرين فيه تعاطف فهو آلية يستخدمها للحفاظ على نفسه ليبدو مثيرًا لغيره، وراء قناع النرجسي المتماسك إنسان يعاني من الضعف والتعاسة، ومن النادر للمتعاملين معهم ادراك ذلك إلا من خلال تفاعل عميق، يوضح التناقض في تفاعلاتهم، وهو الوجه الحقيقي لهم. 

الشخصية التي يهابها الجميع، وتمتلك نقاط قوة كبيرة في نظر الآخرين، لديها نقاط ضعف خفية، على المتفاعل معها أن يعلمها؛ حتى يستطيع فهمها، والتغلب على دفعات الإساءة الموجهة له، فتكون كما يلي:
لا يستطيع النرجسي أن يُقدم للآخر مشاعر الامتنان، ويعتبر ذلك مركز ضعفها؛ لأنه لا يستطيع أن يعطي الآخر حقه، ومن منطلق ارتكازه نحو نفسه، فهو لا يُشارك الآخرين، ويتعاون معهم، فلا يستطيع أن يطلب المساعدة؛ لأنها تُرغمه أن تقديم الشكر للآخر. 
يخاف النرجسي من الشعور بالوصمة الاجتماعية، فكثيرًا يكون قلقًا، ويتجنب المخاطرات والمخالطة مثلًا مع الجنس الآخر؛ لضمان حمايته، وعدم تهديد ذاته.
لديهم مشاعر نقص خفية، ومشاعر الخوف من الندم؛ فالنقص يبدو وراء الهالة بالقوة والاحساس بالعظمة، وتفخيم الذات، ويخافون أن يعتذروا عن ما بدر منهم من أخطاء أو إيذاء للآخر، فلهذا لا يعترفون بأخطائهم حتى لا يبدون أنهم نادمون؛ لأنهم يحسبونها مشاعر تقليل لذاتهم. 
من الصعب على النرجسي أن يعترف بنقاط ضعفه أو النظر إليها؛ فهذا يجعله أكثر تهديدًا، ويزيد من شعوره بالقلق تجاه ذاته، والأسهل له هو عدم التفكير بها.
يخاف النرجسي من التعرض للنقد ولديهم حساسية تجاه الإهانة؛ مما يدفعهم بالتفكير كثيرًا نحوها خاصةً إذا كانت علنية، فلا يستطيعوا التغافل والتجاهل عنها، ويكون محور تفكيرهم حينها هو كيفية معاقبة الطرف الآخر، ويكمن وراء ذلك الخوف من افتقاد مكانته، وهالة العظمة.
يخافون من كشف أكاذيبهم، وافتقاد اهتمام وإعجاب الشريك نحوه؛ لأنهم بحاجة كبيرة للشعور بالاهتمام والمدح، وإن شعر بالتقليل من الاهتمام العاطفي، يساهم في إرجاعه من الطرف الآخر عن طريق إشعارهم بالذنب، وإثارة الغيرة؛ ولهذا محاولات التهديد الذي يعلنها ليست حقيقة. 

هناك مجموعة من الصفات التي توضح اضطراب الشخصية النرجسية، ومن خلالها يُدرك الإنسان نرجسيته سواء بذاته أو من تقييم طبي نفسي له، والآخرين يدركونها فيهم من خلال تعاملتهم معهم: 
·       يظهر على النرجسي ذات متعالية، يرى نفسه بفخامة وعظمة.
·       لديه شعور عالٍ بالاستحقاق، والأفضلية، والاستحسان الذاتي.
·       يستغل الآخرين لصالحه، ويوقع بهم بالأذى والضرر.
·       لا يستطيع أن يتعاطف مع الآخرين.
·       تفكك في العلاقات، فتتسم علاقاته بالتقييد.
·       يحتاج لتقدير الآخرين له، ويتوقع منهم ذلك.
·       يشعر بالغيرة والحقد على الآخرين.
·       الشعور بالسيطرة والتحكم في الآخرين.

أصل اضطراب الشخصية النرجسية أنها شخصية ذات صورتين، تظهر عكس ما تبديه، سواء كان من لديه الاضطراب من ذوي النرجسية الضعيفة أو من ذوى النرجسية القوية وهم الأفراد الذين يشعرون بالعظمة، النرجسية الضعيفة تبدو شخصية لطيفة، تقدم تعاطف وتتظاهر به، بل تبدو أنها مسالمة، إلى أن يتمكن من الآخرين، بعد ذلك يصبحون مؤذيين يصلون للشعور بالقوة من خلال ضعف الآخرين، وإذلالهم، ووجه النرجسية ذات العظمة يبدون على هذا النحو فيكونوا قيادين، وزعماء، ولا يحملون مشاعر التعاطف لغيرهم، وربما يتصفوا بالقسوة والعدوان، ومركزيتهم الأنا العظيمة، وشعارهم أنا الأذكى والأول.